الخط العربي هو من أعظم الفنون التي بنيت عليها حضارات الأمم وتعد الدليل الناطق للغة العربية لغة القرآن الكريم ومع التطور في عالمنا المعاصر تطورت أدوات الكتابة العربية الكلاسيكية وظهرت خطوط وتشكيلات جديدة أعطت الخط العربي تميز وحداثة ساعدته بالانتشار في الربع الأخير من القرن الماضيوأدخلته في مجالات جديدة كتصميم الشعارات والمنتجات والأزياء، وكما نتج عن هذا التطور أساليب وحلول تقنية جديدة ربطت استخدام جهاز الحاسوب بالخط العربي.
كلما جاء عصر يجب على فن الخط مواكبته وإلا انقرض، وهذا ما حدث منذ العصر العثماني عندما جرى استخدام الخط من أجل كتابة المصاحف أو في تزيين حوائط المساجد ، ومع بدايات استخدام الحاسب في الوطن العربي تعرض الخط العربي لقدر من التراجع نظر ًا لعدم وجود ربط بينه وبين التكنولوجيا الحديثة، لكن بعد أن جرى إيجاد هذا الربط خلال السنوات الأخيرة، عادت الأضواء مرة أخرى إلى الخط العربي، باعتباره وسيلة جيدة للترويج الدعائي أو للوحات الفنية وغيرها من الاستخدامات.
أن التكنولوجيا مجرد أداة في يد مستخدميها، فمن لديه الوعي بقواعد الخط العربي وتاريخه، سيحقق فكرته الأساسية ويخرجها في أفضل شكل، سواء أكانت أداته في ذلك القلم أم الكمبيوتر، أم كليهما معا. فهي تعد مطلبا ودعامة أساسية في القرن الواحد والعشرين الذي نعيش ونتعايش مع ظروفه ومتغيراته، حيث اتسم في مظاهره بالتكنولوجيا كقوة فاعلة. وذلك لتسييره لعمليات الإنتاج والتطوير، وقد دخلت التكنولوجيا في كافة ميادين الحياة، لترفع من مستواها وتعمل على تحقيق إستراتيجيتها.
نسعى في هذا الكتاب الى التعريف بتاريخ الخط العربي وقوته تكوينياً ، كما نركز على استخدام التقنيات الحديثة في الخط العربي وتسليط الضوء على ما تقدمه هذه التقنيات من ايجابيات في استخدام الخط العربي.
عفراء السماحي، خريجة تصميم جرافيكي ووسائط رقمية من كلية التصاميم والفنون، جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. أهتمت بتعلم الخط العربي منذ عام 2013، مارست العديد من الأساليب الجديدة في تحوير الخط العربي وإدخالة في مجالات مختلفة كالهويات التجارية والمنتجات والحملات الإعلانية. أسست وكالة الدعاية والإعلان Zan Agency في مارس 2015 والتي تختص ببناء العلامات التجارية الإحترافية، والحملات الإعلانية.
بدأَت مشروع كتاب "تقن الخط" ببحث لنيل درجة البكالوريوس و الذي يقيس نسبة الموافقة على استخدام التقنية الحديثة في الخط العربي بين المتخصصين في الوطن العربي. فأظهرت النتائج دلالة على أن سبب ضعف جودة كثير من المخطوطات التقنية يرجع إلى ضعف الإطلاع على قواعد الخط العربي وعدم توفر محتوى عربي و مراجع تعليمية حديثة تساعد على استخدام البرامج التقنية. وبهذا تكونت فكرة تأليف كتاب يجمع المعلومات والأساليب الفنية للخط العربي بأسلوب عصري بالإستفادة من التقنية الحديثة للخروج بأعمال فنية مبتكرة وتوفير الفاقد في الوقت والجهد.